حق الله على العباد وحق العباد على الله

--------------------------------------------------------------------------------




الحمد لله وحده ونصلى ونسلم على الهادى البشير محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد
نتأمل هذه السطور المضيئة

عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال : ( كنت رديف النبى صلى الله عليه وسلم على حمار ، فقال لى
يا معاذ أتدرى ما حق الله على العبا د.. وما حق العباد على الله .. قلت الله ورسوله أعلم
قال : صلى الله عليه وسلم ، ان حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، قلت يا رسول الله
أفلا أبشر الناس ، قال لا تبشرهم فيتكلوا ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ... الحديث
كيف وان الانسان كثير النسيان ، وأكثر ما ينساه هوالطيبات من الرزق والنعم التى منحها الله تعالى له

ولو نظرنا جيدا نرى ان تلك النعم تعطى للمؤمن والكافر

ان الانسان يعيش فوق أرض خلقها الله ، ويتنفس من هواء صنعه الله وكذلك يشرب من مياه أنزلها الله من السماء
فجعل منها الأنهار ويأكل مما صنعته يد الله جل وعلى ، ولا يستطيع أى جبار من الظلمه على ارض الله أن يدعى أو يزعم
أنه مسئول عن الهواء أو المياه أو نباتات الأرض أوحيوانه .. ان تلك المقومات كلها ملك لله تعالى ، وهى تجرى بأمرهويتحكم فيها سبحانه وتعالى وحده وجهد الخلق فيها معدوم
وهو وحده سبحانه مصدر جميع النعم .. ومن رحمة الله علينا جميعا أنه كان من المفترض مادام الله هو خالق الخلق أجمعين ومالكهم ورازقهم ووارثهم أن يكون سبحانه وتعالى له حقوق كثيرة على العباد ، وكان أيضا من المفترض ألا يكون للعباد أى حقوق على الله !!! وكما نعرف جميعا أن الأصل فى الحقوق أنها تكون أو تنشأ من المساواة والندية
فاذا أنتفى هذا وذاك فلا مجال للحديث عنها أصلا .. برغم ذلك أقتضت رحمته ومع حكمته سبحانه وتعالى أن يقدم
لعباده من النعم مالايمكن احصاؤه ، كما اقتضت مشيئته ترتيب حق واحد على العباد ..هو حق التوحيد ... فهذه
النعم تساق الى المؤمنين والكافرين سواء بسواء ، وتساق الى العصاة والجاحدين ، وتساق الى جميع الخلق بلا
استثناء ، ولو أن الله قصر نعمه فى الدنيا على المؤمنين فقط ..ومنع الهواء والماء والطعام عن الكافرين لوجد الناس أنفسهم مجبرين على الايمان بالله مقهورين على التوحيد له سبحانه وتعالى ، والله أكبر من ان يجبر أحدا على توحيده وعبادته . لا يقبل الله الا ايمانا ينبع من ارادة العبد نفسه ومتيقنا بها دون اكراه عليها

كما فى أمر العذاب أن الله جل فى علاه ، عندما قال عن نفسه فى سورة النساء : ماذا يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وأمنتم

شكر وايمان يسلم العبد من أمر العذاب

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن نكون ممن يعرف حق الله فى السر والعلن وأن نكون من أصحاب جنة نعيم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على نبيه وآله وصحبه أجمعين

شكرا لك اخي ابو البراء على هذا المرور الطيب